السلطعون الازرق وصيادو السمك: حينما تتحول اللعنة الى فرصة

صيادو السمك في جربة 22/06/22. تصوير: عايدة دلبواش.

عندما ظهر أول سلطعون ازرق على ساحل جزيرة جربة في عام 2015، خاف صيادو الجزيرة.

“لقد وصل داعش.وساد الذعر.” يستذكر حكيم قريبة، الذي يبلغ عمره 34 عاما، وهو صياد ورئيس مجموعة تنمية الثروة البحرية في اجيم، أكبر موانئ جربة. 

وداعش هو الإسم المختصر للدولة الإسلامية في العراق والشام، وهو الإسم الذي يطلقه صيادو جربة على السلطعون بسبب الرعب الذي يحدثه. 

يلتهم هذا السلطعون الشباك، ويعض الصيادين، ويتكاثر بسرعة كبيرة، ويدعى داعش لانه يغزو” اوضح فتحي نالوفي، وهو مهندس ورئيس المجموعة المهنية للمنتجات السمكية (GIPP –  بالاختصار الفرنسي)  في جرجيس ، وهي منظمة عامة مسؤولة عن تعزيز الثروة السمكية وقطاع تربية المائيات في تونس. 

والاكثر خطورة فالسلطعون يأكل جميع الاسماك الاخرى، وهناك عدد قليل من الحيوانات التي تفترسه. ويقول العلماء هذا ما يجعله نوعاً اجتياحياً، دخيلاً على البحر الأبيض المتوسط نتيجة الأنشطة البشرية.

التغير المناخي يقود الغزو

نشأ السلطعون الأزرق (portunus segnis) في مياه المحيطين الهادىء والهندي ووصل إلى مياه البحر الأبيض المتوسط في عام 1898 بعد افتتاح قناة السويس. وحتى بداية سنوات ال2010 كان يتواجد غالبا في شرق المتوسط حيث المياه اكثر دفأً.

“لكن انتشاره ازداد بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية نتيجة التغير المناخي” كما أعلمتنا جميلة بن سويسي، باحثة وأستاذة في المعهد الزراعي الوطني التونسى.

وذكر تقرير صدر مؤخرا عن الصندوق الدولي للطبيعة، أنه يوجد ما يقرب عن 1000 نوع من الحيوانات الدخيلة التي تعيش الآن في تلك المياه الدافئة بدرجة كافية في البحر الأبيض المتوسط، منتشرة  شمالاً وغرباً كل عام مؤدية الى تشريد الأنواع المحلية الاصلية. 

وقد تم تشخيص السلطعون الأزرق على سواحل تونس لأول مرة في عام 2014. وقد كانت له سمعة مشؤومة. وفيما بعد، ظهر السلطعون في جزر قرقنة قبل وصوله إلى جربة.

“لقد وجد السلطعون الأزرق كل ما يرومه في خليج قابس.” أوضح مروان بديوي، الباحث في المعهد الوطني للعلوم البحرية والتكنولوجيا (INSTM  بالاختصار الفرنسي). “فالتغير المناخي ساعد على انتشاره في سواحلنا، إذ أن السلطعون يفضل المياه الضحلة والحرارة المرتفعة.”

يعتبر خليج قابس، الذي يمتد ساحله حوالي 200 كيلومتر من صفاقس إلى جربة، مشتلاً مهمّاً للعديد من الأسماك. كما أنه مصدر لحوالي 40 في المائة من الإنتاج السمكي الوطني التونسي.  لكن التغيّر المناخي والتلوّث الناجم عن المجمّع الكيميائي التونسي وهو شركة ملك الدولة لإنتاج الفوسفات في قابس) قد غيّر التنوع البيولوجي في الخليج. إذ أنه تم اكتشاف عدد متزايد من الأنواع الدخيلة، بينما أعشاب المتوسط (posidonia oceanica) التي هي موطن العديد من الأنواع المحلية أصبحت على وشك الانقراض

تحت اشراف وزارة الزراعة، يتابع المعهد الوطني للعلوم البحرية والتكنولوجيا تطور السلطعون الأزرق منذ اكتشافه على السواحل التونسية. ويوضح المعهد ان السلطعون يمكنه التكاثر بسرعة كبيرة: حتى اربع مرات في العام، و تبيض كل أنثى 100,000 بيضة تقريباً.

ومنذ ذلك الحين تغيّر كل شيء بالنسبة لمن يكسب قوته من الصيد في خليج قابس. وأقام صيادو خليج قابس ، مظاهرات لتنبيه السلطات إلى الدمار الذي أحدثه السلطعون، مطالبين  بإدارة هذه المشكلة. 

يفقد الصيادون أسماكهم

ويبلغ عدد الصيادين المسجلين في ميناء أجيم في جربة 360 صيادا، من بينهم حكيم. وبوصول السلطعون الأزرق أصبح رزقهم كلهم في خطر. 

“قبل عام 2014 ووصول هذا السلطعون، كنت أعمل ليلًا نهاراً، أكثرمن 300 يوم في السنة، طالما سمح الطقس بذالك.” قال حكيم في حديثه مع مشكال.

قبل غزو السلطعون الأزرق، كان حكيم يصطاد أنواعا  مختلفة من الأسماك: كأسماك القاروس، والورقة أو الوراطة، والبوري الأحمر، والسكمبري، والاخطبوط. اما اليوم ففي الغالب لا يصطاد حكيم سوى السلطعون الأزرق الذي التهم الحيوانات الأخرى لأنه يأكل تقريبا أي شيء، بما في ذلك المحار، وبلح البحر، والقشريات الأصغر، والأسماك الميتة حديثا، ومخلفات النبات والحيوان. وهناك عدد قليل جدا من مفترسينه الطبيعيين للحد من انتشاره، وهما الأخطبوط والسلحفاة البحرية. 

“أما بعد وصوله تقلص وقت عملي إلى النصف.” واستطرد حكيم في حديثه مع مشكال:”السلطعون الأزرق يمثل ما يقارب 70 ٪ من محصول الصيد. ولا كنت أعرف آنذاك ماذا أفعل به.”

أما اليوم، فتعلّم حكيم العيش مع القشريات الزرقاء في شباكه. ففي السنوات الأربع الماضية شن الصيادون هجوما مضاداً.

“في البداية كنا عديمي الحيلة” اخبرنا نالوفي، رئيس المجموعة المهنية للمنتجات السمكية (GIPP) ، “لم نكن نعلم ماذا نفعل بكميات السلطعون. وظل مكدساً في الميناء، أو تم إلقاؤه في البحر مرة اخرى.”

أمّا الآن  فقد ابتدأ السكان المحليون عملية تجهيز السلطعون وتغليفه في المعامل وتسويقه للتصدير في جميع أنحاء العالم. 

وأوضح نالوفي: “أثناء انتظار إطلاق استراتيجية وطنية، تم تنظيم مراكز تجميع لإتاحة الفرصة للصيادين لبيع صيدهم إلى المعامل القريبة”.

الدولة تقدم الدعم

وفي نوفمبر 2016، دعمت وزارة الصناعة بيع السلطعون لتشجيع مصانع الأسماك على تجهيز السلطعون و تسويقه. وأضاف نالوفي “زوّدت الدولة الصيادين ب1300 مصيدة سلطعون.” 

في البداية، سهّل الاتحاد العام التونسي للشغل (UGTT)  الروابط بين الصيادين والمعامل وكان أداة لتوصيل دعم الدولة. فيقوم الاتحاد بشراء كيلوغرام السلطعون ب1.8 دينار، ثم يبيع الكيلوغرام بسعر دينار واحد للمصانع. 

اما اليوم، فقد رفع الدعم وأصبح الصيادون يبيعون صيدهم للمعامل مباشرةً بسعر محدد من قبل الدولة وهو دينارين للكيلوغرام الواحد.

“سوق السلطعون الأزرق لم يكن له وجود، حيث أن لا أحد يستهلكه في تونس” حسب ما قالته سامية الأمين، وهي منسقة مشروع المرونة الساحلية في أجيم الممول من طرف الصندوق الخاص للتغيير المناخي التابع للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).

وبصرف النظر عن دعم الدولة لإنشاء السوق، تم أيضا وضع برامج أخرى لمساعدة الصيادين على التكيف. فمنذ عام 2017، وبمبادرة من مجموعات الصيادين ( مسجلة بإسم مجموعات التنمية الزراعية GDA ) أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع الوكالة التونسية لحماية الساحل والتنمية ( APAL بالاختصار الفرنسي) برامج لتدريب الصيادين على حصاد السلطعون الأزرق.

بناء مصيدة أفضل للسلطعون

وبدافع الضرورة، قام الصيادون في أجيم بتحسين تصميم  الفخاخ  لصيد السلطعون.

“لقد اضطررنا اختراع كل شيء، بداية من فخاخ صيد جديدة.” قال نالوفي.

 في أول الأمر كانت المصيدة عبارة عن مصيدة اسطوانية الشكل بمدخل واحد للسلطعون. ولكن بعد عدة تحديثات احتفظ التصميم بالشكل مع زيادة المداخل الى أربعة. 

واضاف حكيم “نبع هذا كله من خيالنا. وعملنا مع الحدادين لتصميم أداة عمل جديدة خاصة بنا، وتلقينا دعما قيمته 100,000 دينار من برنامج الأمم المتحدة الانمائي ومن الوكالة التونسية لحماية الساحل والتنمية.

ويقوم الصيادون بتكديس الأفخاخ الخاصة  بالسلطعون الأزرق على قواربهم في الميناء.

ويقول حكيم الذي يبدأ يومه حوالي الثالثة صباحا، بينما ينام معظم بقية أهالي الجزيرة:” نلقي بالفخاخ في البحر، ثمّ نأتي لنلتقطها بعد بضعة ساعات عندما تمتلىء.”

وخلال ذروة الموسم في شهري جويليا وأوت يحتوي كل فخ ما يقارب خمسة كيلوغرامات من السلطعون، حسب قوله. ثم يتم إرسال السلطعون الى المعامل العديدة في خليج قابس، بما فيها جربة، التي تقوم بالتجهيز للتصدير. 

وأفاد نالوفي “نحن في جربة نعتمد على جودة السلطعون. انه الأفضل في خليج قابس لأن مياهنا نظيفة وغنية”.

وحسب ما قاله نالوفي فالصيد يزداد سنويًا. ففي عام 2021 حصد صيادو المنطقة أكثر من 9,000 طن من السلطعون، أي ثلاثة أضعاف ما حصدوه قبل عامين. وأضاف الباحث بديوي “السلطعون الأزرق هو المصدر الرئيسي لمدخول غالبية صغار الصيادين في المنطقة.” 

والجدير بالذكر أن تغيير الاتجاه في التعامل مع السلطعون كان له ايضاً أثراً مفيداً على مجموعة جامعات المحار في الجزيرة، اللواتي وقعن أيضا ضحية انتشار السلطعون الأزرق الذي يقص المحار ويأكله. كما أن التغير المناخي أثر على المحار إذ وجد فيها سموم حيوية مما حرم النساء من الحصاد والدخل لمدة عامين، حسب ما قالته سامية الأمين.

وأضافت الأمين “لم يعد هناك محار على ساحلنا مهما حفرنا في الرمال. لا شيء.”

ويعد حصاد المحار من أكثر الأنشطة الساحلية عرضة للتغيّر المناخي، وفقا لتقرير صدر مؤخراً عن وزارة الزراعة حول تاثير التغير المناخي على الأمن الغذائي. 

ولكن مع نمو صناعة تجهيز السلطعون الأزرق،  التحقت جامعات  المحار السابقات – وكثيرا منهن زوجات صيادي السلطعون الأزرق- ببرنامجا تدريبياً يدار من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتأهيلهن لصنع أدوات صيد السلطعون. 

عاد من حيث أتى

في حين أن السوق المحلي لا يزال غير متحمّس لأكل السلطعون، يقسم الصيادون أنه لذيذ.

وقال نالوفي مازحا:” إن السلطعون يأكل أفضل أنواع الصدفيات في البحر، ولهذا هو لذيذ.”

وفي نهاية عام 2021 ، وعلى بعد قليل من ميناء أجيم، افتتحت مجموعة أعمال كبيرة، بينا بيسكا (Bena Pesca)، معملا جديدا لتجهيز السلطعون بعد أن وقّعت اتفاقية شراكة مع إحدى مجموعات تنمية الصيد. 

“لقد فهمنا أن هناك فرصة لدخول سوق جديد في تونس.” قال مراد بن عياد، مدير المصنع.

في الغرفة المركزية للمعمل، تقوم حوالي ثلاثين امرأة بفرز وغسل وتعبئة السلطعون الذي تم صيده في الليلة السابقة. جميعهن قلن أنهن كنّ يحصدن المحار في الماضي، قبل أن قضى عليه السلطعون. 

فداء، التي طلبت عدم استعمال إسمها الحقيقي، تعمل في المعمل منذ افتتاحه.

وقالت: “هو محيط عمل مختلف، وافتقد البحر. لكنني محظوظة فلدي الآن عمل مستقر، ودخل ثابت، وتأمين اجتماعي.”

ثم وصفت فداء عملها الجديد في تجهيز السلطعون.

“انها قشريات حساسة للغاية، ويجب التعامل معها برقة. وبما إنها حساسة للغاية للحرارة، يجب تعليبها بسرعة وبدون أي شائبة.”

وبمجرد الانتهاء من الغسيل، ترصف فداء دزينة من السلطعون في صندوق أبيض صغيرعليه كتابة باللغة الكورية. 

وأضاف المدير بن عياد: “كل شيء يعلب هنا يتم إرساله إلى الخارج. في الوقت الحالي افضل زبائننا هم الكوريون. انهم يحبون سلطعوننا الأزرق.” 

والسوق الآسيوي هو أكبر زبون للسلطعون التونسي، وهذه سخرية القدر، إذ إن هذا النوع من السلطعون أصله من مياه المحيطين الهندي والهادىء. كما إنه مرغوب في ايطاليا، واسبانيا، واستراليا، ودول الخليج العربي.

“وللأسف فإن التونسيين لا يقدّرون السلطعون” قالت سامية الأمين، مديرة مشروع المرونة الساحلية. 

في أسواق جربة السلطعون الأزرق يحفظ للسياح الأجانب. و المكان الوحيد الذي يباع فيه السلطعون للسكان المحليين في الجزيرة هي سلسلة مغازات الشركة الفرنسية “كارفور”. و أضافت سامية الأمين “لا يمكننا بيعه مباشرة في أسواقنا و لن يشتريها المستهلك التونسي، فهو يخشى مظهره.” و مع ذلك، تأمل سامية الأمين أن يتغيّر الوضع و أن ينال طعم السلطعون إعجابه.

ثم أضافت “قمنا بتنظيم مهرجاناتٍ و معارضٍ في ميناء أجيم مع مجموعات الصيادين لتقديم السلطعون الأزرق للتونسيين من خلال وصفات جديدة.”

و وضع برنامج “Bleu Adapt” الممول من طرف الاتحاد الأوروبي و الذي تنفذه وزارة الزراعة التونسية  سنة 2019 بهدف دراسة انتشار السلطعون الأزرق و التفاعل معه على الصعيد الوطني. و في أكتوبر 2022 سيقوم البرنامج بتنظيم أوّل احتفال بالسلطعون الأزرق في جزيرة قرقنة.

الآن نريده أن يبقى

في البداية أثّر وجود السلطعون على نشاط جميع الصيادين في خليج قابس تقريباً.

و أفادنا حكيم “أمّا اليوم فالسلطعون الأزرق هو مصدر دخلنا الأساسي. ففي ذروة الموسم بين جويليا و سبتمبر يمكننا كسب ما يصل إلى ألفين دينار شهريا و هو أكثر حتى من قبل”.

في حين أنّ إجتياح السلطعون قد قضى بعد النظم البيئية البحرية في بدابة ظهوره، فإنّ الصيد المكثف للسلطعون ساعد الآن إسترجاع النظام البيئي المحلي إلى حدٍ ما حسب ما قاله الباحث بديوي. و أضاف “لقد لاحظنا إنخفاضاً ملحوظً في أعداده. و هذا ما أكده ألصيادون أيضاً. و حسب أبحاثه بلغ متوسط الكتلة الحيوية للسلطعون الازرق في البحر430 ألف طن في عام 2018 مقابل 11,000 طن في عام 2020. و قال ” و مع ذلك ليس من الواضح ما إذا كان لهذا النشاط الجديد تأثيرٌ على عودة الأنواع الأخرى خاصة إذا كانت ذات قيمة تجارية.”

بينما يتم بناء سلسلة إمداد عالمية جديدة حول هذا السلطعون هناك خطرأن يختفي بنفس سرعة مجيئه. و حذّر نالوفي :”في مصر من حيث دخل السلطعون إلى المتوسط يكاد أن يستنفذ بسبب الصيد الجائر.” و قد شهدت تركيا وضعاً مماثلاً.

و في 2021 بلغت صادرات السلطعون التونسي 7,600 طن و هوما يعادل 75,6 مليون دينار، أي ضعف ما كانت عليف في 2020. و هناك أكثر من 30 معملاً يقوم بتجهيز السلطعون و هذا العدد في تزايد مستمر مع التصدير إلى 27 بلد.

و بالنسبة لحكيم فإن خطر الصيد الجائر في تونس يهدد عمله. فإن السلطعون يجذب عدداً متزايداً من المستثمرين بسبب الفرص الاقتصادية التي يمثلها. لكن هذا الاستثمار سياسعد الشركات الكبرى على حساب صغار الصيادين: “يستخدم هؤلاء المستثمرون طرق صيد أكثر فعالية من طرقنا، بما في ذلك سفن الصيد التي التي تجرف قاع البحر. و الجرف و الطرق الأخرى الغير انتقائية للصيد تؤذي الأسماك الأخرى و البيئة البحرية من خلال صيد الأسماك في صغر سنها و إلقاء الضرر بقاع البحر والإفراط في الصيد . و تميل الاستراتيجية الوطنية الحالية لفائدتهم هم أكثر من صغار الصيادين.” و بالنسبة لحكيم، فعلى الدولة تنظيم صيد السلطعون الأزرق.

و يشاطره الرأي الباحث مروان بديوي: “لقد حشدنا جهودنا في سبيل المرونة و التكيّف و من الضروري الآن ان يصبح هذا مستداماً”، فحسب ما يراه يجب أن يضل هذا النوع من الصيد حرفياً. “الصيادون على النطاق الصغير و هم الأكثر عرضة للتأثير السلبي يرغبون الآن في الحفاظ على وجود السلطعون و يجب أن نستمع إليهم.”

يقول الصيادون أنه من أجل تنظيم صيد السلطعون بطريقة تحمي صغار الصيادين على الدولة أن تعامله كما تعامل الأنواع البحرية الأخرى: حضر الصيد خارج الموسم، وأثناء التكاثر و فرض حد أدنى للحجم السلطعون عند الصيد. و بغض النظر عن حماية السلطعون من أجل الصيادين الذين يكسبون رزقهم منه هناك أيضا التحدي المتمثل في حماية النظام البيئي المحلي. و قالت أدريانا فيرجيس الباحثة في آثار التغيّر المناخي على البيئة في جامعة نيو ساوث وايلز (New South Wales) في سيدني، أستراليا، “يجب وضع تدابير تكيّف منهحية كما فعلنا مع السلطعون الأزرق من أجل الحفاظ على التوازن في أنظمتنا البيئية و الاقتصادية.”

و حسب فيرجيس قد تكون إحدى طرق إدارة ذلك هي “مناطق بحرية محمية لزيادة الكتلة الحيوية للحيوانات المفترسة الكبيرة القادرة على افتراس السلطعون الأزرق.”

و مهما كانت الخطوات التي يتم اتخاذها لتحقيق التوازن في النظام البيئي و حماية سبل العيش المحلية، قال بديوي أنه يجب وضع مثل هذه الممارسات الجيدة بسرعة للتأكد من أن فرصة السلطعون الأزرق لن تتحول مرة أخرى إلى لعنة.

*****

إنتاج هذا المقال دعمته منحة مقدمة من طرف شبكة إنترنيوز لصحافة الأرض (Internews Earth Journalism Network ) بالإضافة إلى مساهمات قرّاء مثلك عبر Patreon.

إن كنتم من قرّاء مقالاتنا على موقع مشكال فنرجو منكم التبرع لمعاضدة هذا المشروع.